الحوسبة السحابية ، هي الحصول على الخدمات الحاسوبية من خلال السرفرات المتوفرة في مراكز البيانات عن طريق الاتصال بالإنترنت، ومن هنا جاءت تسميتها بالسحابة، وهي تسمية مجازية وليست حقيقية، فمراكز البيانات التي تحتضن هذه السرفرات لتقديم الخدمات موجودة في الأرض، وموزعة بين أماكن مختلفة من العالم.
مراكز البيانات هذه عبارة عن مباني مصمَّمة بمعايير صارمة، ومواصفات عالية، فهي مقاوِمة للزلازل والفيضانات، والحرائق والانفجارات.
هناك أكثر من 8000 مركز بيانات بهذه المواصفات موزعة بين القارات، ويوجد في أ مريكا العدد الأكبر منها حيث تصل إلى أكثر من 2500، كما يوجد أكثر من 400 منها في كل من بريطانيا وألمانيا والصين، وبقيتها تتوزع بين البلدان الأخرى بأرقام متفاوتة. وذلك حسب الموقع www.statista.com، وفقاً لتقرير نشر في أبريل 2021.
الاستثمار في الحوسبة السحابية
من المتوقع أن يبلغ الاستثمار في الحوسبة السحابية على مستوى العالم حوالي 332 مليار دولار لعام 2021 بزيادة 23% عن العام الماضي 2020 الذي وصل إلى 270 مليار دولار، وفقاً لآخر تقرير صدر عن شركة جارتنر الاستشارية. ومن الواضح أيضاً أن هذه الزيادة في الاستثمار في الحوسبة السحابية، كان سببها الرئيس هو جائحة كورونا التي رفعت الطلب على هذا النوع من الخدمات الحاسوبية.
فُرَص الحوسبة السحابية
أبواب الفرص مفتوحة على مصراعيها أمام الحوسبة السحابية، نظير ما يوفره هذا النوع من الخدمات ذات الجودة العالية في طبيعتها، والسرعة العالية في تنفيذها. ويشير تقرير نشره موقع www.fnfresearch.com.
أن الفرص السوقية للحوسبة السحابية تتزايد بنسبة 18% فقد بلغت في عام 2019 حوالي 320 مليار دولار، وبهذه النسبة المتزايدة سنوياً، من المتوقع أن يصل حجم السوق للحوسبة السحابية عام 2026 إلى أكثر من تريليون دولار. ومن المؤكد أيضاً كما أسلفنا، أن جائحة كورونا لها دورها الكبير في اتساع رقعة الفرص المتاحة أمام هذا النوع من الخدمات الحاسوبية السحابية.
تحديات الحوسبة السحابية
أن أهم التحديات التي تواجه هذا النوع من أدوات التحول الرقمي تتمثل في التالي:
- أمن المعلومات للحوسبة السحابية.
- إدارة الحوسبة السحابية.
- نقص الخبراء في الحوسبة السحابية.
- الانتقال من التراب إلى السحاب أي نقل التطبيقات من غرف السرفرات التي يتم الاتصال بها عبر الشبكات المحلية في الشركات إلى مراكز البيانات العالمية عبر الإنترنت.
هذه التحديات وفقاً لموقع ZDnet الذي وزَّع استبياناً حول العالم هذا العام 2021، استهدف خبراء تكنولوجيا المعلومات حول العالم.
تطبيقات الحوسبة السحابية
للحوسبة السحابية تطبيقات متعددة، وخدمات متنوعة، وتُصنَّف هذه الخِدْمات الحاسوبية السحابية إلى ثلاثة أنواع:
خدمات التطبيقات الحاسوبية السحابية
وهي البرامج والأنظمة التي يتم استخدامها من خلال الانترنت، وتشمل جميع البرامج بكافة أنواعها التي تحتاجها الشركات والحكومات، ومن أمثلتها تطبيقات جوجل وميكروسوفت وأوراكل
خدمات المنصات الحاسوبية السحابية
وهذا النوع من المنصات يستخدم في بناء النوع الأول من الخدمات وهي التطبيقات. ومن أمثلة هذه المنصات ميكروسوفت أزور، وأمازون.
خدمات البنية التحتية الحاسوبية السحابية
من خلال هذا النوع من الخدمات يتم استئجار خادمات مخصصة، وسعات تخزينية محددة لجهات معينة، وغالباً ما تكون شركات كبيرة.
عوائد الحوسبة السحابية
بلغت العائدات التي تم جنيُها من الحوسبة السحابية عالمياً حوالي 243 مليار دولار عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى 364 مليار دولار عام 2022، بحسب تقرير نشرته شركة جارتنر في يوليو 2020، ومن الواضح أن جائحة كورونا قد ألقت بظلالها على هذه الزيادة في خدمات الحوسبة السحابية.
تأثيرات الحوسبة السحابية
للحوسبة السحابية تأثيرها الجليّ، على منظمات الأعمال بمختلف أحجامها من صغيرة إلى متوسطة إلى كبيرة، وكلٌ منها تطلق ساقيها للريح متسابقة للاستفادة من هذه الخدمات. ويتمثل تأثير الحوسبة السحابية على الشركات والحكومات بما يلي:
تقليل الاستثمار في تكاليف تكنولوجيا المعلومات
الحصول على الخدمات الحاسوبية السحابية حسب الحاجة دون زيادة أو نقصان، ودفع تكاليفها بالاشتراك الشهري أو السنوي بحسب استخدامها أو استهلاكها، التركيز على الأعمال بدلاً من الانشغال بتطوير وتحديث تكنولوجيا المعلومات.
الخلاصة
إن الحوسبة السحابية هي أهم أداة من أدوات التحول الرقمي، فهي تمثل البنية التحتية للخدمات الحاسوبية السحابية، بل هي أساسها المتين، وركنها الركين.
وفي نهاية النهاية لهذا المقال عن الحوسبة السحابية، ينبغي الإشارة إلى هذه العبارة، وهي أن الحوسبة السحابية توفر على الشركات والحكومات عناء التطوير والتحديث للتطبيقات أو المنصات، لأن ذلك يكون من مهام الجهة المزودة للحوسبة السحابية التي يتنافس عليها خمسة عمالقة من عمالقة تكنولوجيا المعلومات هي ميكروسوفت، وأمازون، وأي بي إم، وسيلزفورس، وجوجل.
وبحسب تقرير الربع الثالث لهذا العام 2021، الذي نشره موقع www.statista.com، في يونيو 2021، فإن شركة ميكروسوفت تتربع على عرش مزودي الحوسبة السحابية، وقد جنتْ ميكروسوفت عائدات تصل إلى 17.7 مليار دولار من تقديمها لهذا النوع من الخدمات الحاسوبية السحابية.