1. علوم وتكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي عرّفت شركة Pwc  الذكاء الاصطناعي بأنه “قدرة جهاز كمبيوتر أو روبوت مُدعَّم بكمبيوتر، على تحليل المعلومات، وحل المشكلات، وصناعة القرارات محاكياً بذلك ذكاء العقل الانساني في كل المواقف والحالات”، وهذا التعريف هو  ترجمتي الخاصة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية بأسلوبي، ليكون التعريف أكثر وضوحاً لكم.

ويهدف الذكاء الاصطناعي مع أدوات التحول الرقمي المذكورة في مقالي السابق في تحويل البيئات التي تُطبَّق فيها هذه التقنيات إلى بيئات ذكية. فهناك الحكومات الذكية، والمصانع الذكية، والمنازل الذكية وغيرها.

الاستثمار

يبلغ حجم الاستثمار العالمي في التحول الرقمي 6.8 تريليون دولار شاملا جميع أدواته وتقنياته بحلول عام 2025. أما الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، فقد توقعت شركة KPMG  أن يصل إلى حوالي 232 مليار دولار بحلول عام 2025، علماً بأن الصين لها نصيب الأسد من هذا الاستثمار، حيث تستثمر الصين لوحدها 25% من هذا المبلغ وهو ما يعادل حوالي 60 مليار دولار. ولعل هذا يكشف بعض أسرار التقدم التكنولوجي الصيني.

الفُرَص

أشار موقع البرلمان الأوروبي https://www.europarl.europa.eu إلى أن هناك فرصاً للذكاء الاصطناعي على مستوى الأعمال، وعلى مستوى الخدمات العامة كما هو مبين أدناه:

الفرص على مستوى الأعمال:

  • توليد الجيل الجديد من المنتجات والخدمات الذكية.
  • تعزيز المبيعات.
  • تحسين صيانة الآلات.
  • تطوير خدمات العملاء.
  • حُسن استغلال الطاقة.
  • ️الفرص على مستوى الخدمات العامة:
  • تطوير التعليم.
  • تحسين الخدمات الصحية.
  • تطوير النقل العام، وغيرها.

التحديات

في دراسة حديثة قامت بها شركة KPMG  نشرتها في يناير 2020 خلُصت هذه الدراسة إلى بيان التحديات التالية للذكاء الاصطناعي:

  • نقصُ فهم قدرات وإمكانات هذه التقنية
  • عدمُ التدريب على هذه التقنية
  • ضعفُ المهارات لاستخدام هذه التقنية
  • قلةُ الاستثمار لتمويل تطبيق هذه التقنية.

وللتغلب على هذه التحديات، فقد أوصت دراسة قامت بها شركة Pwc نشرتها عام 2019 بعمل التالي:

  • تنفيذ مبادرات للتعلم المستمر على أدوات التحول الرقمي، ومنها الذكاء الاصطناعي
  • وضع خطة للقوى العاملة، تحدد المهارات والوظائف الجديدة، المتولدة بسبب التحول الرقمي
  • تحديث وتغيير أطر الأداء والتطوير، لتشمل مهارات الذكاء الاصطناعي
  • توسيع قاعدة المواهب الجاهزة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، من خلال التدريب والشراكة مع الجامعات.

التطبيقات

لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات التي نستخدمها حاليا، وسنستخدمها مستقبلاً ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

  • تحديد المواقع باستخدام خرائط جوجل
  • تطبيقات التعرف على الوجه
  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي المضمَّنة في البريد الإلكتروني
  • تطبيقات تحويل الكلام إلى نصوص مكتوبة، أو العكس
  • تطبيقات القيادة الذكية للسيارات والطائرات والسفن
  • التطبيقات الذكية في خطوط الانتاج
  • تطبيقات المساعَدة الافتراضية لعملاء الشركات والبنوك
  • تطبيقات المساعَدة لاكتشاف الاحتيال المالي في المعاملات البنكية
  • تطبيقات الساعات الذكية التي تقيس مستوى السكر، ونبضات القلب، والسعرات الحرارية، وعدد الخطوات. وغيرها. والقائمة تطول…

العوائد

أكثر من 15.7 تريليون دولار، ستبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصادي العالمي بحلول عام 2030، وفقاً لتقرير Pwc الصادر عام 2019، فمن يا تُرى سيحصل على النصيب الأعظم، من هذا المبلغ الأضخم؟

لا شك أن من سيحوز قصب السبق في ذلك، هو من سيبدأ من الآن بالاستثمار في هذه التكنولوجيا القائدة والرائدة والواعدة.

التأثيرات

للذكاء الاصطناعي تأثيراته الواضحة على مستوى الموارد البشرية، والعمليات التشغيلية.

التأثير على مستوى الموارد البشرية

يقوم الذكاء الاصطناعي بمعظم المهام الروتينية، وتحويلها إلى مهام مؤتمتة، مما سيؤدي إلى فقدان الكثير من القوى العاملة التي تعمل في هذا المجال لعملها، والاستعاضة عنها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهذا يتطلب إعادة تأهيل هذه القوى العاملة وتدريبها على التطبيقات الذكية، ورفع مستوى معرفتها وخبرتها بها، لتكون قوىً رقمية تُحسِن استغلال الأدوات الرقمية.

وفي دراسة أجراها منتدى الاقتصاد العالمي نشر عام 2019 أشارت هذه الدراسة إلى أنه من المتوقع أن تتلاشى أكثر من 75 مليون وظيفة بسبب أدوات التحول الرقمي، وأن هذه الأدوات ستولِّد وظائف جديدة تصل إلى أكثر من 133 مليون وظيفة جديدة، وهذا يعني أن التحول الرقمي سيوجِد فرصاً أكثر من التحديات للموارد البشرية، ومن المستبعد حدوث بطالة على نطاق واسع بسبب التحول الرقمي.

أما تأثير التحول الرقمي على متخصصي تكنولوجيا المعلومات، فقد أشار تقرير إيفانس داتا المنشور عام 2019 إلى أن العدد المتوقع لمطوري البرمجيات سيصل إلى حوالي 30 مليون في عام 2024.

التأثير على العمليات التشغيلية

للذكاء الاصطناعي، دوره الواضح في أتمتة العمليات التشغيلية، سواء كانت صناعية أو تجارية أو خدمية، وتأثيره ملموس في هذه العمليات، حيث يرفع من كفاءتها، ويقلِّل من تكاليفها، ويحسِّن من جودتها.

الخلاصة

أن الذكاء الاصطناعي باعتباره إحدى تقنيات التحول الرقمي هو اليوم جزءٌ من حياتنا، ونطبقه عملياً شئنا أم أبينا، وفي المستقبل القريب، ستتوسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشمل معظم جوانب حياتنا.

أما على مستوى الشركات والحكومات، فقد أصبح التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، باعتباره أحد أدوات هذا التحول، جزءاً من استراتيجياتها، وضمن رؤيتها المستقبلية، إذ أن مَن لم يفعل ذلك، سيتجاوزه الزمن، ويتخلف عن الرَّكب.

هل يعجبك مقالات د.صلاح الدين المحمدي؟ تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي!
لا تعليقات
تعليقات على: الذكاء الاصطناعي

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    إرفاق الصور - يتم دعم PNG، JPG، JPEG وGIF فقط.